كل ما تحتاج معرفته عن سلالة الأسترالوب الأبيض: سلالة الإنتاج الهادئ والجمال الأنيق
عندما يذكر اسم "الأسترالوب"، غالبًا ما يتبادر إلى أذهان المربين الشكل الأسود اللامع المعروف عالميًا. ولكن، هناك نسخة أخرى لا تقل أهمية ولا روعة: الأسترالوب الأبيض. هذه السلالة الجميلة، التي تجمع بين الإنتاج العالي والشكل الراقي، ما زالت تخطف أنظار عشاق الدواجن حول العالم رغم قلة انتشارها مقارنة بالنسخة السوداء.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة ومفصلة عبر عالم الأسترالوب الأبيض: تاريخه، صفاته، مميزاته وعيوبه، وكيفية تربيته بالشكل الأمثل لتحقيق أفضل النتائج.
---
نبذة عن تاريخ السلالة
ظهر الأسترالوب الأبيض كتطوير فرعي من الأسترالوب الأسود الشهير، وهو نتيجة عمليات تهجين انتقائية هدفت إلى تثبيت اللون الأبيض الناصع في السلالة مع الحفاظ على جميع الصفات الإنتاجية الممتازة للأسترالوب التقليدي. ظهرت هذه الطفرة اللونية أولاً في أستراليا، ثم تم تثبيتها لاحقاً في بعض مزارع أمريكا وأوروبا.
ومع أن الأبيض ليس هو اللون التقليدي المعروف للأسترالوب، إلا أن هذه السلالة حافظت على الجوهر الحقيقي للأسترالوب: قوة التحمل، الإنتاج العالي للبيض، والطباع الهادئة.
---
المظهر العام
سلالة الأسترالوب الأبيض تمتاز بجمال استثنائي:
ريش ناصع البياض يغطي جسم الدجاجة بالكامل.
عرف متوسط الحجم لونه أحمر زاهي، يبرز بوضوح فوق الرأس.
أرجل رمادية أو مائلة للزرقة، خالية من الريش.
عينان لامعتان بلون بني غامق، تضفيان نظرة حادة وأنيقة.
الجسم مدمج ومتوازن، مع صدر ممتلئ وظهر مستقيم يوحي بالقوة.
عموماً، الأسترالوب الأبيض يجمع بين الرقي البصري والوظيفة الإنتاجية.
---
الإنتاج والخصائص الحيوية
1. إنتاج البيض
ينتج الأسترالوب الأبيض ما بين 250 إلى 280 بيضة سنويًا.
البيض متوسط إلى كبير الحجم، بقشرة بنية فاتحة.
يبدأ الإنتاج عادةً في سن مبكرة، حوالي 5 إلى 6 أشهر.
2. النمو والوزن
وزن الديك يتراوح بين 3.5 إلى 4 كغ، بينما وزن الدجاجة يقارب 2.5 إلى 3 كغ.
السلالة تنمو بسرعة نسبياً، مما يجعلها مناسبة أيضًا للذبح في حال الحاجة.
3. التحمل والصحة
يتميز الأسترالوب الأبيض بمناعة قوية تجاه الأمراض الشائعة.
قادر على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، سواء الحارة أو الباردة، بشرط توفر الرعاية المناسبة.
---
المزايا والعيوب
مزايا الأسترالوب الأبيض:
مظهر جمالي فريد يزين الحظائر والحدائق.
إنتاج منتظم وطويل الأمد للبيض.
هدوء الطبع وسهولة التعامل، مما يجعله مناسبًا للمربين الهواة والمحترفين.
مقاومة جيدة للأمراض، خاصة في البيئات النظيفة.
عيوب السلالة:
صعوبة أكبر قليلاً في إيجاد كتاكيت أصلية مقارنة بالأسترالوب الأسود.
الريش الأبيض يتسخ بسهولة، مما يتطلب عناية إضافية للحفاظ على النظافة والمظهر الجمالي.
قد تكون أقل تحملاً للرطوبة الزائدة مقارنة ببعض السلالات الريفية.
---
كيف تربي الأسترالوب الأبيض بشكل صحيح؟
توفير المسكن المناسب
القن يجب أن يكون جافًا، جيد التهوية، مع فرشة نظيفة دائمًا.
يفضل استخدام قش نظيف أو نشارة الخشب كفرشة لتقليل اتساخ الريش الأبيض.
التغذية المتوازنة
يجب توفير علف بياض متوازن يحتوي على البروتين، الكالسيوم، والفيتامينات.
دعم النظام الغذائي بالخضروات الطازجة والحبوب الكاملة يحسن صحة الطيور ويعزز إنتاج البيض.
العناية الصحية الدورية
تقديم الفيتامينات والمكملات الداعمة للمناعة بشكل منتظم.
مراقبة الأعراض المرضية والتصرف السريع لعلاج أي إصابة.
التعامل مع الطيور
الأسترالوب الأبيض يحب الهدوء ولا يتفاعل بشكل جيد مع الأصوات العالية أو الاضطرابات المفاجئة.
المعاملة اللطيفة تجعل الدجاج أكثر إنتاجًا وراحة في بيئته.
---
هل الاستثمار في الأسترالوب الأبيض مربح؟
بالنظر إلى الإنتاج العالي للبيض، والطلب المتزايد على السلالات البيضاء الجميلة في الأسواق الزراعية والأسواق الريفية، فإن الاستثمار في الأسترالوب الأبيض يمكن أن يكون مربحًا للغاية، خاصة لمن يقدم منتجاته بعناية ويركز على جودة التربية والنظافة.
كما أن بيع الكتاكيت أو الدجاج البالغ الأبيض قد يدرّ أرباحًا إضافية نظرًا لقلة توافر السلالة في بعض الأسواق.
---
الخاتمة
في عالم تربية الدواجن، قليلون هم من يقدّرون فعلاً سلالة الأسترالوب الأبيض كما تستحق. هذه الجوهرة البيضاء لا تقدم فقط بيضًا وفيرًا، بل تضيف أيضًا لمسة من الأناقة والجمال إلى كل مزرعة أو حظيرة.
فإذا كنت تبحث عن دجاج يجمع بين الشكل والإنتاجية والسهولة في التربية، فإن الأسترالوب الأبيض قد يكون خيارك المثالي.
في النهاية، كما يقال: "البياض ليس مجرد لون... بل هو صفاء وجودة". وهذا ما تجسده سلالة الأسترالوب الأبيض بحق.