كل ما تحتاج معرفته عن سلالة الليجهورن الأبيض (White Leghorn)
في عالم تربية الدواجن، قليل من السلالات حظيت بالشعبية والاحترام مثل الليجهورن الأبيض. هذه السلالة الإيطالية الأصل استطاعت أن تحجز مكانها كواحدة من أفضل أنواع الدجاج البياض على الإطلاق. فما هو سر تميز الليجهورن الأبيض؟ وما الذي يجعله الخيار الأول لكثير من مربي الدواجن حول العالم؟ في هذا المقال، سنغوص معًا في جميع جوانب هذه السلالة الرائعة.
أصل سلالة الليجهورن الأبيض
يرجع أصل الليجهورن إلى مدينة ليفورنو الإيطالية (وتُنطق بالإنجليزية Leghorn)، حيث بدأ المزارعون المحليون منذ مئات السنين بتربية هذا الدجاج الذي امتاز بخفته ونشاطه وقوة إنتاجه للبيض.
في منتصف القرن التاسع عشر، انتقل الليجهورن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك بدأ المربون في تطويره وتحسينه، خاصة من ناحية قدرته الإنتاجية وحجمه المناسب للاستخدام التجاري.
اليوم، يعتبر الليجهورن الأبيض، أو White Leghorn، السلالة المعيارية لإنتاج البيض الأبيض على نطاق واسع.
الصفات الشكلية لدجاج الليجهورن الأبيض
الريش: ناصع البياض وكثيف، يغطي جسمًا خفيف الوزن ورشيق.
الوزن: يتراوح وزن الإناث البالغات بين 1.4 إلى 2 كغ، بينما الذكور قد يصلون إلى 2.5 كغ.
العُرف: أحمر، كبير ومتدلي أحيانًا لدى الإناث.
العينان: برتقاليتان أو محمرتان.
الأرجل: صفراء اللون، بدون ريش عليها.
القامة: حيوية، نشيطة، ورشيقة.
هذه الصفات تجعل الليجهورن سلالة جذابة بصريًا، لكنه ليس فقط شكله ما يميزه، بل أداؤه المذهل كذلك.
الإنتاجية العالية
عندما نتحدث عن الإنتاجية، فإن الليجهورن الأبيض يضع نفسه بكل جدارة على القمة.
عدد البيض السنوي: بين 280 إلى 320 بيضة في السنة.
وزن البيضة: متوسط، مع قشرة ناصعة البياض وصلبة.
فترة الإنتاج: يبدأ في وضع البيض بعمر مبكر (حوالي 4 إلى 5 أشهر) ويستمر بمعدل إنتاجي قوي لعدة سنوات.
تتميز إناث الليجهورن الأبيض بقلة استهلاك العلف مقارنة بكمية البيض التي تنتجها، مما يجعلها اقتصادية للغاية للمزارع التجارية وحتى للهواة.
الطبع والسلوك
الليجهورن الأبيض دجاج نشيط جدًا، دائم الحركة، ويحب البحث عن الطعام بنفسه إذا أُتيح له المجال. هو ليس دجاجًا كسولًا، بل يتحرك بخفة وينقر الأرض باستمرار.
رغم خفة وزنه، إلا أن لديه قدرة تحمل رائعة للظروف المناخية الصعبة، خاصة في الأجواء الحارة، مما يجعله مناسبًا للتربية في مناطق متعددة حول العالم.
ومع ذلك، يجدر بالذكر أن هذه السلالة ليست من النوع الوديع الذي يحب الاقتراب أو الملاطفة، فهي تميل إلى التحفظ والابتعاد عن البشر.
طرق التربية المثلى للليجهورن الأبيض
للحصول على أفضل نتائج من هذه السلالة، ينصح بالاهتمام بالنقاط التالية:
1. التغذية المتوازنة:
يجب تقديم أعلاف غنية بالبروتينات والفيتامينات خاصة خلال فترة بداية الإنتاج.
2. المساحات الواسعة:
بسبب نشاطه العالي، يحتاج الليجهورن لمساحات حرة للحركة. الأقفاص الضيقة قد تؤثر سلبًا على صحته وإنتاجيته.
3. الحماية من البرد الشديد:
رغم تحمله للحر، إلا أن العُرف الكبير يجعله معرضًا لقضمة الصقيع في الشتاء القارس، لذا يجب توفير تدفئة معتدلة أو وقاية للعُرف.
4. الإضاءة الجيدة:
مثل أغلب سلالات الدجاج البياض، يحتاج الليجهورن الأبيض إلى ما لا يقل عن 14 إلى 16 ساعة إضاءة يوميًا للحفاظ على معدل إنتاج البيض.
مميزات وعيوب الليجهورن الأبيض
المميزات:
إنتاج بيض مرتفع جدًا.
قلة استهلاك العلف.
تحمل جيد للحرارة.
بلوغ جنسي مبكر.
تكلفة منخفضة مقارنة بالعائد الإنتاجي.
العيوب:
لا يُعتبر جيدًا لإنتاج اللحم (لأن جسمه خفيف وصغير).
شخصية حذرة وغير اجتماعية مع البشر.
حساس نسبيًا للصقيع القوي بسبب عُرفه الكبير.
الليجهورن الأبيض والصناعة التجارية
ليست مصادفة أن أكثر بيض أبيض اللون الذي تجده في الأسواق مصدره الليجهورن الأبيض.
بفضل كفاءته العالية، صبره، وقلة تكاليف تربيته، أصبح العمود الفقري لمزارع إنتاج البيض في مختلف أنحاء العالم، من أمريكا إلى آسيا وأوروبا.
الخلاصة
إن كنت تفكر في بدء مشروع دجاج بياض، أو حتى تربية بعض الدجاج في مزرعتك الخاصة، فإن الليجهورن الأبيض خيار ذكي واقتصادي.
هو دجاج عملي بكل ما تعنيه الكلمة: ينتج كثيرًا، يأكل قليلاً، ويتأقلم مع بيئات متعددة. صحيح أنه قد لا يمنحك صداقات دافئة كما تفعل بعض السلالات الأخرى، لكنه سيمنحك بالتأكيد سلة ممتلئة بالبيض الطازج يوماً بعد يوم.