الفيومي الفضي: سلالة مصرية نادرة تجمع بين الجمال والإنتاج والمقاومة
في ظل تنوّع سلالات الدجاج واختلاف قدراتها الإنتاجية والمناعية، تبرز سلالة الفيومي الفضي كواحدة من الكنوز الوراثية الفريدة في العالم العربي، ومصر على وجه الخصوص. تجمع هذه السلالة بين الإنتاج الجيد للبيض، المقاومة الفطرية للأمراض، والشكل الجمالي اللافت، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمربي الدواجن الباحثين عن سلالة أصيلة تتحمّل الظروف البيئية القاسية وتقدم نتائج اقتصادية مبهرة.
---
أصل وتاريخ سلالة الفيومي الفضي
ترجع أصول الفيومي الفضي إلى محافظة الفيوم المصرية، تمامًا مثل شقيقتها الفيومي الذهبي. وقد تطورت عبر قرون من التكيف الطبيعي مع المناخ المصري الجاف والحار. ورغم أن شهرتها أقل من الفيومي الذهبي، إلا أن الفضي يعتبر أكثر ندرة وأجمل شكلًا، وقد بدأ يحظى باهتمام خاص في برامج الحفاظ على السلالات المحلية الأصيلة في السنوات الأخيرة.
وقد تم تهجينها جزئيًا مع بعض السلالات الأوروبية في مراكز بحثية مثل جامعة كاليفورنيا لتحسين خصائصها الإنتاجية، دون المساس بجوهر السلالة.
---
الخصائص الشكلية والتمييز البصري
![]() |
الذكر الفيومي الفضي:
لون الريش: فضي ناصع على الرقبة والصدر والظهر، مع ذيل أسود لامع مائل إلى الأخضر.
رأس أنيق مع عرف أحمر بارز.
أرجل رمادية أو زرقاء.
عينان حادتان بلون أحمر نحاسي.
خفيف الوزن، لكنه قوي البنية.
الأنثى الفيومي الفضية:
ريشها فضي مائل إلى الرمادي، مع بقع دقيقة أو خطوط داكنة.
جسمها أنيق ومتماسك.
وزنها يتراوح بين 1.1 و1.4 كغ.
ذات وجه صغير ومعروف بريشها اللامع والجذاب.
---
القدرات الإنتاجية: بيض منتظم وجودة عالية
رغم صغر حجم الفيومي الفضي، إلا أنه يتمتع بإنتاجية جيدة ومستمرة للبيض، تجعله منافسًا قويًا لسلالات البيّاض التجارية:
الإنتاج السنوي: من 180 إلى 220 بيضة سنويًا.
نوع البيض: أبيض اللون، صغير إلى متوسط الحجم.
سن بدء البيض: من عمر 18 إلى 20 أسبوعًا.
نسبة تحويل العلف إلى بيض: ممتازة، إذ تستهلك كميات قليلة من العلف وتنتج بانتظام.
---
المناعة والتحمّل المناخي
الفيومي الفضي يتمتع بصفات جينية تجعله قادرًا على مواجهة التحديات البيئية والصحية، حيث:
يتحمّل الحرارة والجفاف بسهولة.
يتميز بمقاومة عالية لأمراض الدواجن مثل:
الكوكسيديا
الالتهابات التنفسية
الأمراض البكتيرية المعوية
لا يحتاج إلى برامج تحصين معقّدة كما هو الحال مع السلالات الهجينة.
---
الصفات السلوكية والمزاجية
نشاط مفرط: لا يُحب الحبس في الأقفاص، ويحتاج لمساحة حرة للبحث عن الطعام.
يقظة عالية: ينتبه بسرعة للخطر، ما يقلل من فرص افتراسه في التربية المفتوحة.
قليل الرقود: مثله مثل الفيومي الذهبي، لا يُعرف بحضانته للبيض، مما يجعل استخدام حاضنات ضروريًا للتكاثر.
---
الجدوى الاقتصادية لتربية الفيومي الفضي
للمزارع الصغيرة والريفية:
مناسب لتربية شبه حرة أو عضوية.
يقلل من تكاليف الأعلاف بسبب قدرته على الاكتفاء الجزئي من التغذية الطبيعية.
مقاوم للأمراض، ما يقلل التكاليف البيطرية.
للمربين الهواة وهواة الجَمال:
شكله الجذاب يجعله مثاليًا للعرض أو التربية الجمالية.
مرغوب في الأسواق التي تهتم بالسلالات النادرة والبيوض العضوية.
---
تحديات تربية الفيومي الفضي
رغم مزاياه الكبيرة، هناك بعض النقاط التي يجب الانتباه إليها:
لا يناسب التربية المكثفة في أقفاص.
لا يُنتج كميات كبيرة من اللحم.
يحتاج إلى أسوار مرتفعة لأنه يستطيع الطيران لمسافات قصيرة.
قلة غريزة الحضانة تجعل التفريخ الطبيعي ضعيفًا.
---
نصائح لتربية ناجحة للفيومي الفضي
1. اختر نظام تربية مفتوح أو شبه مفتوح.
2. وفر له بيئة نظيفة وجافة جيدة التهوية.
3. اعتمد على أعلاف متوازنة، مع بعض الحبوب والخضار الورقية.
4. استخدم حاضنات كهربائية أو دجاج حاضن للتفريخ.
5. راقب صحته، لكن دون الإفراط في استخدام الأدوية.
---
خاتمة: الفيومي الفضي، سلالة تستحق الاحترام
يمثل الفيومي الفضي تجسيدًا حيًا للدجاج الريفي الأصيل: مقاوم، منتج، جميل، واقتصادي. سواء كنت تبحث عن مشروع صغير لتربية البيّاض في الريف، أو ترغب في تربية سلالة فريدة ذات طابع تراثي وجمالي، فإن الفيومي الفضي هو خيارك الأمثل.
إنه استثمار في الجودة، الأصالة، والتنوّع الجيني الذي بات العالم يبحث عنه في زمن هيمنة السلالات الصناعية.